3- التورية: هى لفظ له معنيان الأول قريب غير
مقصود والثانى بعيد مقصود مثل تهكم حافظ ابراهيم
على أحمد شوقى
فقال: يقولون إن الشوق نار ولوعة فما بال شوقى اليوم أصبح بارد
كلمة شوقى معناها القريب الحنين والشوق
وهى ليست مقصودة ولكن يقصد معنى بعيد هو
أحمد شوقى
ومثل: كرر على أحاديث نيلها فلقد ردت سائله نهرا
كلمة
سائل تعنى الشخص الذى يسأل وهذا المعنى القريب غير مقصود بل يقصد المياه السائلة
ومثل وما برحت مصر أحق بيوسف من الشام ولكن الحظوظ تقسم
سرجمال التورية: تثير الذهن وتجذب الانتباه
4- الالتفات:
هو الانتقال من ضمير إلى ضمير آخر
مثل : أنا المرء لايثنيه عن طلب العلا نعيم ولا تعدو عليه المفاقر
والالتفات يثير الذهن وجذب الانتباه
5- مراعاة
النظير: هو ذكر الشيء وما يتصل به فى المعنى من غير التضاد مثل الكتاب والكراسة وهو
يثير الذهن
فالخيل والليل والبيداء تعرفنى والسيف والرمح والقرطاس والقلم
6- حسن التعليل: وهو تقديم تعليل مناسب
لما قرره الشاعر وهويثير الذهن وجذب الانتباه
وما غيض السلوان دمعى وإنما ذرفت دموعى فى فراق الصوحب
لحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد
ردحذفيحسن بنا معرفة معنى التورية والتفقه بأحكامها لأن الحاجة إليها مما تعم به البلوى وفيها مندوحة عن الكذب .
معنى التورية
معنى التورية أن تستعمل كلاما يحتمل معنيين يفهم منه السامع معنى وأنت تريد معنى آخر بقصد الإيهام .
حكمها :
تحرم التورية إذا كان يترتب عليها إبطال حق أو إحقاق باطل فإن خلت من ذلك فهي جائزة في المزاح وعند الحاجة والمصلحة الراجحة أما بدون حاجة فهي مكروهة قال النووي في الأذكار - (ج 1 / ص 380): "قال العلماء : فإن دعت إلى ذلك [ يعني التورية] مصلحة شرعية راجحة على خداع المخاطب أو حاجة لا مندوحة عنها إلا بالكذب ، فلا بأس بالتعريض ، وإن لم يكن شئ من ذلك فهو مكروه وليس بحرام ، إلا أن يتوصل به إلى أخذ باطل أو دفع حق ، فيصير حينئذ حراما ، هذا ضابط الباب"انتهى .
وأنقل من المغني لابن قدامة مع الاختصار ما يلي :
" وَلَا يَخْلُو حَالُ الْحَالِفِ الْمُتَأَوِّلِ ، مِنْ ثَلَاثَةِ أَحْوَالٍ ؛ أَحَدُهَا ؛ أَنْ يَكُونَ مَظْلُومًا ، مِثْلَ مَنْ يَسْتَحْلِفُهُ ظَالِمٌ عَلَى شَيْءٍ ، لَوْ صَدَقَهُ لَظَلَمَهُ ، أَوْ ظَلَمَ غَيْرَهُ ، أَوْ نَالَ مُسْلِمًا مِنْهُ ضَرَرٌ .
فَهَذَا لَهُ تَأْوِيلُهُ .
الْحَالُ الثَّانِي ، أَنْ يَكُونَ الْحَالِفُ ظَالِمًا ، كَاَلَّذِي يَسْتَحْلِفُهُ الْحَاكِمُ عَلَى حَقٍّ عِنْدَهُ ، فَهَذَا يَنْصَرِفُ يَمِينُهُ إلَى ظَاهِرِ اللَّفْظِ الَّذِي عَنَاهُ الْمُسْتَحْلِفُ ، وَلَا يَنْفَعُ الْحَالِفَ تَأْوِيلُهُ .
وَبِهَذَا قَالَ الشَّافِعِيُّ .
ردحذفوَلَا نَعْلَمُ فِيهِ مُخَالِفًا فَإِنَّ أَبَا هُرَيْرَة قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { يَمِينُك عَلَى مَا يُصَدِّقُك بِهِ صَاحِبُك } رَوَاهُ مُسْلِمٌ ، وَأَبُو دَاوُد وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { الْيَمِينُ عَلَى نِيَّةِ الْمُسْتَحْلِفِ }رَوَاهُ مُسْلِمٌ ، وَقَالَتْ عَائِشَةُ : الْيَمِينُ عَلَى مَا وَقَعَ لِلْمَحْلُوفِ لَهُ وَلِأَنَّهُ لَوْ سَاغَ التَّأْوِيلُ ، لَبَطَلَ الْمَعْنَى الْمُبْتَغَى بِالْيَمِينِ ، إذْ مَقْصُودُهَا تَخْوِيفُ الْحَالِفِ لِيَرْتَدِعَ عَنْ الْجُحُودِ ، خَوْفًا مِنْ عَاقِبَةِ الْيَمِينِ الْكَاذِبَةِ ، فَمَتَى سَاغَ التَّأْوِيلُ لَهُ ، انْتَفَى ذَلِكَ ، وَصَارَ التَّأْوِيلُ وَسِيلَةً إلَى جَحْدِ الْحُقُوقِ ، وَلَا نَعْلَمُ فِي هَذَا خِلَافًا .
الْحَالُ الثَّالِثُ ، لَمْ يَكُنْ ظَالِمًا وَلَا مَظْلُومًا ، فَظَاهِرُ كَلَامِ أَحْمَدَ ، أَنَّ لَهُ تَأْوِيلَهُ وَهَذَا مَذْهَبُ الشَّافِعِيِّ .وَلَا نَعْلَمُ فِي هَذَا خِلَافًا" .انتهى من المغني .
وقال ابن مفلح في الآداب الشرعية : "وَقِيلَ : لَهُ التَّعْرِيضُ فِي الْكَلَامِ دُونَ الْيَمِينِ بِلَا حَاجَةٍ . قَالَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ : وَنَصَّ عَلَيْهِ أَحْمَدُ وَذَكَرَ فِي بُطْلَانِ التَّحْلِيلِ أَنَّهُ قَوْلُ أَكْثَرِ الْعُلَمَاءِ" .
ولا شك أن التورية بدون حاجة ولا مزاح فيها مفاسد تستوجب من المسلم أن يبتعد عنها من هذه المفاسد : فقدان الثقة بكلامه وقد يصبح متهما عند الناس في صدقه .
أدلة جواز التورية للمصحلة الراجحة
ردحذفالأدلة التي تدل على جواز التورية للمصلحة الراجحة من القرآن والسنة الصحيحة والآثار عن السلف كثيرة ومتنوعة إليك بعضا منها :
* قال ابن سعدي – في أثناء بيانه الفوائد المستنبطة من قصة يوسف – عليه السلام- :"ومنها: أنه ينبغي لمن أراد أن يوهم غيره، بأمر لا يحب أن يطلع عليه، أن يستعمل المعاريض القولية والفعلية المانعة له من الكذب، كما فعل يوسف حيث ألقى الصُّواع في رحل أخيه، ثم استخرجها منه، موهما أنه سارق، وليس فيه إلا القرينة الموهمة لإخوته، وقال بعد ذلك: { مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ } ولم يقل "من سرق متاعنا" وكذلك لم يقل "إنا وجدنا متاعنا عنده" بل أتى بكلام عام يصلح له ولغيره، وليس في ذلك محذور، وإنما فيه إيهام أنه سارق ليحصل المقصود الحاضر، وأنه يبقى عند أخيه وقد زال عن الأخ هذا الإيهام بعد ما تبينت الحال"انتهى .
*عن كعب بن مالك قال : لم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم يريد غزوة إلا ورى بغيرها حتى كانت تلك الغزوة يعني غزوة تبوك غزاها رسول الله صلى الله عليه و سلم في حر شديد واستقبل سفرا بعيدا ومفازا وعدوا كثيرا فجلى للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة غزوهم فأخبرهم بوجهه الذي يريد . رواه البخاري.
التورية :
ردحذفهي ذكر كلمة لها معنيان أحدهما قريب ظاهر غير مقصود والآخر بعيد خفي وهو المقصود و المطلوب ، وتأتي التورية في الشعر و النثر .
مثل :
قول الشبراوي : فقد ردت الأمواج سائله نهراً .
[سائله] : لها معنيان الأول قريب وهو " سيولة الماء " ، ليس المراد .
الثاني بعيد و هو " سائل العطاء " و هو المراد .
[نهراً]: لها معنيان الأول قريب وهو " نهر النيل " ، ليس المراد .
الثاني بعيد و هو " الزجر والكف " و هو المراد .
أيها المعرض عنا حسبك الله تعالى
[تعالى] : لها معنيان الأول قريب وهو " تعاظم وعلا " ، ليس المراد .
الثاني بعيد و هو " طلب الحضور " و هو المراد .
قال حافظ مداعبا شوقي
يقولون إن الشوق نار ولوعة .. فما بال شوقي اليوم أصبح باردا
(شوقى) شدة الشوق (شوقى)اسم الشاعر
غير مقصود وهو المقصود
فرد عليه شوقي قائلا :
وحملت إنسانا وكلبا أمانة .. فضيعها الإنسان والكلب حافظ .
(حافظ) صانها (حافظ) اسم الشاعر
غير مقصود وهو المقصود
النهر يشبه مبردا فلأجل ذا يجلوا الصدى
(الصدى) الصدأ (الصدى) العطش
غير مقصود وهو المقصود
سر جمال التورية :
تعمل على جذب الانتباه و إيقاظ الشعور و إثارة الذهن ونقل إحساس الأديب.
تدريبات على التورية :
1- سأل واحد صديقه : أين أبوك ؟
فقال : (في الفرن). فقال : (حماه الله) !!
2 - (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) (الذاريات:47)
3 - (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ) (من الأنعام الآية : 60)
4 - (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (طه:5)
5 - وقال نصير الدين الحمامي :
أبيات شعرك كالقصور ولا قصور بها يعوق
ومن العجائب لفظـها حـر و معناها رقيق
6 - قال أبو الحسن الجزار:
كيف لا أشكر الجزارة ما عشت حفاظا وأهجر الآدابا ؟
وبها صارت الكلاب ترجينني وبالشعر كنت أرجو الكلابا
7 - سنشكر يوم لهو قد تقضّى بساقية تقابلنا بنهر
التورية معناها وحكمها وأمثلتها
ردحذفلحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد
يحسن بنا معرفة معنى التورية والتفقه بأحكامها لأن الحاجة إليها مما تعم به البلوى وفيها مندوحة عن الكذب .
معنى التورية
معنى التورية أن تستعمل كلاما يحتمل معنيين يفهم منه السامع معنى وأنت تريد معنى آخر بقصد الإيهام .
حكمها :
تحرم التورية إذا كان يترتب عليها إبطال حق أو إحقاق باطل فإن خلت من ذلك فهي جائزة في المزاح وعند الحاجة والمصلحة الراجحة أما بدون حاجة فهي مكروهة قال النووي في الأذكار - (ج 1 / ص 380): "قال العلماء : فإن دعت إلى ذلك [ يعني التورية] مصلحة شرعية راجحة على خداع المخاطب أو حاجة لا مندوحة عنها إلا بالكذب ، فلا بأس بالتعريض ، وإن لم يكن شئ من ذلك فهو مكروه وليس بحرام ، إلا أن يتوصل به إلى أخذ باطل أو دفع حق ، فيصير حينئذ حراما ، هذا ضابط الباب"انتهى .
وأنقل من المغني لابن قدامة مع الاختصار ما يلي :
" وَلَا يَخْلُو حَالُ الْحَالِفِ الْمُتَأَوِّلِ ، مِنْ ثَلَاثَةِ أَحْوَالٍ ؛ أَحَدُهَا ؛ أَنْ يَكُونَ مَظْلُومًا ، مِثْلَ مَنْ يَسْتَحْلِفُهُ ظَالِمٌ عَلَى شَيْءٍ ، لَوْ صَدَقَهُ لَظَلَمَهُ ، أَوْ ظَلَمَ غَيْرَهُ ، أَوْ نَالَ مُسْلِمًا مِنْهُ ضَرَرٌ .
فَهَذَا لَهُ تَأْوِيلُهُ .
الْحَالُ الثَّانِي ، أَنْ يَكُونَ الْحَالِفُ ظَالِمًا ، كَاَلَّذِي يَسْتَحْلِفُهُ الْحَاكِمُ عَلَى حَقٍّ عِنْدَهُ ، فَهَذَا يَنْصَرِفُ يَمِينُهُ إلَى ظَاهِرِ اللَّفْظِ الَّذِي عَنَاهُ الْمُسْتَحْلِفُ ، وَلَا يَنْفَعُ الْحَالِفَ تَأْوِيلُهُ .
وَبِهَذَا قَالَ الشَّافِعِيُّ .
وَلَا نَعْلَمُ فِيهِ مُخَالِفًا فَإِنَّ أَبَا هُرَيْرَة قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { يَمِينُك عَلَى مَا يُصَدِّقُك بِهِ صَاحِبُك } رَوَاهُ مُسْلِمٌ ، وَأَبُو دَاوُد وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { الْيَمِينُ عَلَى نِيَّةِ الْمُسْتَحْلِفِ }رَوَاهُ مُسْلِمٌ ، وَقَالَتْ عَائِشَةُ : الْيَمِينُ عَلَى مَا وَقَعَ لِلْمَحْلُوفِ لَهُ وَلِأَنَّهُ لَوْ سَاغَ التَّأْوِيلُ ، لَبَطَلَ الْمَعْنَى الْمُبْتَغَى بِالْيَمِينِ ، إذْ مَقْصُودُهَا تَخْوِيفُ الْحَالِفِ لِيَرْتَدِعَ عَنْ الْجُحُودِ ، خَوْفًا مِنْ عَاقِبَةِ الْيَمِينِ الْكَاذِبَةِ ، فَمَتَى سَاغَ التَّأْوِيلُ لَهُ ، انْتَفَى ذَلِكَ ، وَصَارَ التَّأْوِيلُ وَسِيلَةً إلَى جَحْدِ الْحُقُوقِ ، وَلَا نَعْلَمُ فِي هَذَا خِلَافًا .
الْحَالُ الثَّالِثُ ، لَمْ يَكُنْ ظَالِمًا وَلَا مَظْلُومًا ، فَظَاهِرُ كَلَامِ أَحْمَدَ ، أَنَّ لَهُ تَأْوِيلَهُ وَهَذَا مَذْهَبُ الشَّافِعِيِّ .وَلَا نَعْلَمُ فِي هَذَا خِلَافًا" .انتهى من المغني .
وقال ابن مفلح في الآداب الشرعية : "وَقِيلَ : لَهُ التَّعْرِيضُ فِي الْكَلَامِ دُونَ الْيَمِينِ بِلَا حَاجَةٍ . قَالَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ : وَنَصَّ عَلَيْهِ أَحْمَدُ وَذَكَرَ فِي بُطْلَانِ التَّحْلِيلِ أَنَّهُ قَوْلُ أَكْثَرِ الْعُلَمَاءِ" .
ولا شك أن التورية بدون حاجة ولا مزاح فيها مفاسد تستوجب من المسلم أن يبتعد عنها من هذه المفاسد : فقدان الثقة بكلامه وقد يصبح متهما عند الناس في صدقه .
أدلة جواز التورية للمصحلة الراجحة
ردحذفالأدلة التي تدل على جواز التورية للمصلحة الراجحة من القرآن والسنة الصحيحة والآثار عن السلف كثيرة ومتنوعة إليك بعضا منها :
* قال ابن سعدي – في أثناء بيانه الفوائد المستنبطة من قصة يوسف – عليه السلام- :"ومنها: أنه ينبغي لمن أراد أن يوهم غيره، بأمر لا يحب أن يطلع عليه، أن يستعمل المعاريض القولية والفعلية المانعة له من الكذب، كما فعل يوسف حيث ألقى الصُّواع في رحل أخيه، ثم استخرجها منه، موهما أنه سارق، وليس فيه إلا القرينة الموهمة لإخوته، وقال بعد ذلك: { مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ } ولم يقل "من سرق متاعنا" وكذلك لم يقل "إنا وجدنا متاعنا عنده" بل أتى بكلام عام يصلح له ولغيره، وليس في ذلك محذور، وإنما فيه إيهام أنه سارق ليحصل المقصود الحاضر، وأنه يبقى عند أخيه وقد زال عن الأخ هذا الإيهام بعد ما تبينت الحال"انتهى .
*عن كعب بن مالك قال : لم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم يريد غزوة إلا ورى بغيرها حتى كانت تلك الغزوة يعني غزوة تبوك غزاها رسول الله صلى الله عليه و سلم في حر شديد واستقبل سفرا بعيدا ومفازا وعدوا كثيرا فجلى للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة غزوهم فأخبرهم بوجهه الذي يريد . رواه البخاري.
* عن أنسٍ - رضي الله عنه - ، قَالَ : "كَانَ ابنٌ لأبي طَلْحَةَ - رضي الله عنه - يَشتَكِي ، فَخَرَجَ أبُو طَلْحَةَ ، فَقُبِضَ الصَّبيُّ ، فَلَمَّا رَجَعَ أَبُو طَلْحَةَ ، قَالَ : مَا فَعَلَ ابْنِي ؟ قَالَتْ أمُّ سُلَيم وَهِيَ أمُّ الصَّبيِّ : هُوَ أَسْكَنُ مَا كَانَ ، فَقَرَّبَتْ إليه العَشَاءَ فَتَعَشَّى ، ثُمَّ أَصَابَ منْهَا ، فَلَمَّا فَرَغَ ، قَالَتْ : وَارُوا الصَّبيَّ فَلَمَّا أَصْبحَ أَبُو طَلْحَةَ أَتَى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فَأخْبَرَهُ ، فَقَالَ : ( أعَرَّسْتُمُ اللَّيلَةَ ؟ ) قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : ( اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمَا )". مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
*وعن سويد بن حنظلة قال: "خرجنا نريد رسول الله صلى الله عليه و سلم ومعنا وائل بن حجر فأخذه عدو له فتحرج القوم أن يحلفوا وحلفت أنه أخي فخلى سبيله فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته أن القوم تحرجوا أن يحلفوا وحلفت أنه أخي قال صدقت المسلم أخو المسلم" رواه أبو داود وابن ماجه وصححه الألباني .
*وعن أنس رضي الله عنه : "أن رجلا من أهل البادية كان اسمه زاهرا وكان يهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم هدية من البادية فيجهزه النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن زاهرا باديتنا ونحن حاضروه ) . وكان صلى الله عليه وسلم يحبه وكان رجلا دميما فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يوما وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره فقال : من هذا ؟ أرسلني فالتفت فعرف النبي صلى الله عليه وسلم فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم حين عرفه فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( من يشتري هذا العبد ؟ ) فقال : يا رسول الله إذا والله تجدني كاسدا . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لكن عند الله لست بكاسد ) . أو قال : ( أنت عند الله غال )" صححه الألباني في مختصر الشمائل .
*وعن الحسن قال : "أتت عجوز إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقالت : يا رسول الله ادع الله أن يدخلني الجنة . فقال :
( يا أم فلان إن الجنة لا تدخلها عجوز ) . قال : فولت تبكي . فقال :
( أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز إن الله تعالى يقول : إنا أنشأناهن إنشاء . فجعلناهن أبكارا . عربا أترابا )" حسنه الألباني في مختصر الشمائل .
*عن أنس بن مالك:" أن رجلا استحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني حاملك على ولد الناقة فقال يا رسول الله ما أصنع بولد الناقة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهل تلد الإبل إلا النوق" رواه الترمذي وصححه الألباني .
*وعن عمران بن حصين أنه قال: "إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب".رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني .
*"قال عمر – رضي الله عنه-:" أما في المعاريض ما يكفي المسلم الكذب" رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني .
الحكمة من إباحة التورية
والحكمة من إباحة التورية أن تكون بديلا عن الكذب عند الحاجة لكون الإنسان لا يمكنه أن يوضح للناس كل ما سألوه عنه وأن يظهر لهم كل ما يخفيه لما يترتب على ذلك من المفسدة عليه أو على غيره.
أمثلة على التورية المباحة
ردحذفوَرُوِيَ عَنْ شُرَيْحٍ ، أَنَّهُ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ زِيَادٍ ، وَقَدْ حَضَرَهُ الْمَوْتُ ، فَقِيلَ لَهُ : كَيْفَ تَرَكْت الْأَمِيرَ ؟ قَالَ : تَرَكْتُهُ يَأْمُرُ وَيَنْهَى .
فَلَمَّا مَاتَ قِيلَ لَهُ : كَيْفَ قُلْت ذَلِكَ ؟ قَالَ : تَرَكْته يَأْمُرُ بِالصَّبْرِ ، وَيَنْهَى عَنْ الْبُكَاءِ وَالْجَزَعِ .
قال النخعي رحمه الله : إذا بلغ الرجل عنك شئ قلته فقل : الله يعلم
ما قلت من ذلك من شئ ، فيتوهم السامع النفي ، ومقصودك الله يعلم الذي قلته.
وقال النخعي أيضا : لا تقل لابنك : أشتري لك سكرا ، بل قل : أرأيت لو اشتريت لك سكرا.
وكان النخعي إذا طلبه رجل قال للجارية : قولي له اطلبه في المسجد.
وقال غيره : خرج أبي في وقت قبل هذا.
وكان الشعبي يخط دائرة ويقول للجارية : ضعي أصبعك فيها وقولي : ليس هو هاهنا.
وكان حماد إذا جاءه من لا يريد الاجتماع به وضع يده على ضرسه ثم قال : ضرسي ضرسي.
وأحضر الثوري إلى مجلس المهدي فأراد أن يقوم فمنع فحلف بالله أنه يعود فترك نعله وخرج ثم رجع فلبسها ولم يعد فقال المهدي : ألم يحلف أنه يعود فقالوا إنه عاد فأخذ نعله.
وأخذ محمد بن يوسف حجراً المدري فقال : العن علياً ، فقال : إِن الأمير أمرني أن ألعن علياً محمد بن يوسف ، فالعنوه ، لعنه الله .
ورويَ أَنَّ مُهَنَّا كَانَ عِنْدَ الإمام أحمد ، هُوَ وَالْمَرُّوذِيُّ وَجَمَاعَةٌ ، فَجَاءَ رَجُلٌ يَطْلُبُ الْمَرُّوذِيَّ ، وَلَمْ يُرِدْ الْمَرُّوذِيُّ أَنْ يُكَلِّمَهُ ، فَوَضَعَ مُهَنَّا أُصْبُعَهُ فِي كَفِّهِ ، وَقَالَ : لَيْسَ الْمَرُّوذِيُّ هَاهُنَا ، وَمَا يَصْنَعُ الْمَرُّوذِيُّ هَاهُنَا ؟ يُرِيدُ : لَيْسَ هُوَ فِي كَفِّهِ .
وَلَمْ يُنْكِرْ ذَلِكَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَرُوِيَ أَنَّ مُهَنَّا قَالَ لَهُ : إنِّي أُرِيدُ الْخُرُوجَ - يَعْنِي السَّفَرَ إلَى بَلَدِهِ - وَأُحِبُّ أَنْ تُسْمِعَنِي الْجُزْءَ الْفُلَانِيَّ
فَأَسْمَعَهُ إيَّاهُ ، ثُمَّ رَآهُ بَعْدَ ذَلِكَ ، فَقَالَ : أَلَمْ تَقُلْ إنَّك تُرِيدُ الْخُرُوجَ ؟ فَقَالَ لَهُ مُهَنَّا : قُلْت لَك : إنِّي أُرِيدُ الْخُرُوجَ الْآنَ ؟ فَلَمْ يُنْكِرْ عَلَيْهِ.
[ هذه الأمثلة تجدها في زاد المسير والمغني والأذكار وإغاثة اللهفان ].
نسأل الله تعالى أن يعلمنا من أحكام دينه ما ينفعنا بمنه وكرمه . كتبه غالب الساقي المشرف على موقع روضة السلفيين
رد: التورية معناها وحكمها وأمثلتها
ردحذفما حدود التعريض ؟
التعريض لك فيه فسحة بشرطين: ألا تحلف عليه ، وألا يكون ذريعة لاقتطاع حق أحد التعريض: هو أن تستخدم المعاريض في الكلام مثل التورية في البلاغة هكذا .التورية: كلمة لها معنيان معني قريب ومعني بعيد ، إذا أطلقت الكلمة لا يتبادر إلي المستمع إلا المعني القريب وأنت تقصد البعيد ، مثل كلمة صائم مثلًا ، رجل مثلًا في بلد يأكلوا الخنزير وواحد دعاك لكي تأكل لحمة ، وأنت شكيت هل هذا لحم خنزير أم لحم حلال فقلت أنا صائم , صاحب الوليمة سيظن أنك صائم بمعني الصيام الاصطلاحي ، لأن الصيام عندما يطلق لا قصد به إلا المعني الاصطلاحي وهو الإمساك عن الأكل والشرب والجماع والرفث من الفجر حتى آذان المغرب ، أنت تقول له أنا صائم لن يفطرك وأنت تقصد المعني البعيد أنا صائم عن لحوم الخنزير ، هذا اسمه تعريض .
لكن لو قال لك أحلف بالله العظيم أنك صائم دخلنا في المشكلة نحن قلنا عرض كما تشاء ، لكن لا تحلف إذا قلت والله العظيم أنا صائم ، واحد ممكن يقول أنا صائم وفي نفسه يقول عن أكلك في نفسه ، نقول لا ، حديث أبي هريرة في صحيح مسلم:" يَمِيْنِكَ عَلِيِّ مَا صَدَّقَكَ صَاحِبَكَ لَا عَلَيَّ مَا قَصَدْتُهُ أَنْتَ " ، صاحبك عندما تحلف بالله العظيم أنك صائم الصيام الاصطلاحي فهذا التعريض ,أو أن تقتطع به حق امرؤ مسلم ، أحيانًا الواحد يقول لزوجته أعطني ذهبك وصيغتك لكي أعمل مشروع ونكسب والكلام هذا ، لكن لا يوجد مشروع أخذ النقود منها ولم يرجع لها النقود ، هذا لا يحل مطلقًا ، أنت لك فسحة في التعريض مالم تحلف ، وما لم يكن هذا إلي اقتطاع حق امرؤ مسلم.
بالنسبة لإبراهيم عليه السلام لما قال أختي نعم قول إبراهيم- عليه السلام - في حديث أبي هريرة في الصحيحين:" لَمْ يُكَذِّبْ إِبْرَاهِيْمَ إِلَّا ثَلَاثَ كَذَبَاتٍ قَالَ لِامْرَأَتِهِ سَارَةُ قَالَ لَهَا وَأَنْتَ أُخْتِيْ وَالْلَّهِ مَا أَعْلَمُ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ يَعْبُدُ الْلَّهَ غَيْرِيّ وَغَيْرُكِ " ، لأن الملك الذي دخل عليه إبراهيم - عليه السلام -كان عامل قانون أنه يغتصب أي واحدة من النساء إلا الأخت لو واحد معه أمه يأخذها ، ابنته يأخذها ، عمته ، خالته أي واحدة إلا الأخت ، لكن أنت تعلم الجماعة الظلمة هؤلاء الذين يضعوا القوانين يغير القانون في همسة إذا كان محتاج له ، مثل الجبار هذا ما فعل عندما رأي سارة بارعة الجمال قال لا قانون ولا قانون أأتوا بها قالوا له: العسعس نزلت بأرضك امرأة بارعة الجمال لا تصلح إلا لك ، قال: نعطل القانون لحين ما نفعل القصة هذه وبعد ذلك نرجع القانون مرة أخري ، إبراهيم - عليه السلام - قال:" إِنَّكَ أُخْتِيْ وَالْلَّهِ مَا أَعْلَمُ أَحَدٌ يُعْبَدْ الْلَّهِ غَيْرِيّ وَغَيْرُكِ "، إنما حلف علي العبادة ولم يحلف علي أنها أخته ، فهذا هو التعريض المقصود بالبحث الذي ذكرناه . وطبعًا المعاريض كثيرة مثل عندما لقي النبي- عليه الصلاة والسلام - وأبوبكر الصديق وهم مهاجرين فالناس كانوا يعرفون أبا بكر لأنه كان تاجرًا معروفًا ، ولم يكونوا يعرفوا النبي- صَلَّيْ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ- فيقولون يا أبابكر ، من هذا ؟ يقول: هادي يهديني ، فالناس تظن هادي يهديني في الصحراء و أبو بكر الصديق يقصد الذي هو الهدي ، وبريدة عندما قال نحن من ماء ، كلام كثير . حتى بن القيم نقل عن الإمام احمد رواية عنه في صاحب له وهو المروزي صاحبه وأحد رواة مسائله كان عليه دين لغريب ، والغريب ذهب يسأل عن المروزي و المروزي علم أنه أتي له فهرب وذهب عند الإمام أحمد قال له ما بك ؟ قال فلان الفلاني يريد نقود وأنا ليس معي نقود ، قال له أدخل الدار ، ذهب الرجل يسأل عن المروزي ، أين المروزي ؟ قال ذهب عند أحمد فذهب عند أحمد فطرق الباب خرج أحمد قال له المروزي هنا ، ماذا سيقول له ؟ قال: فأشار الإمام إلي كفه وقال المروزي هنا ، ما يفعل المروزي هنا ؟ قال بن القيم وأشار إلي كفه الإمام قصد كفه وتخلص من الغريب .الرواية التي قرأتها معكوسة ، علي أي حال لن تفرق من الشخص الذي قال المروزي هنا ؟ ، لكن الذي قرأته في كتاب بن القيم- رحمه الله- أنه قال المروزي هنا ؟ قال: لا ماذا يفعل المروزي هنا ؟ وأشار إلي كفه ، طبعًا لم يفطن السائل مطلقًا أن يقصد الإمام أحمد أن المروزي في كفه .
الْمَقْصُوْدُ بِالْمَعَارِيْضِ:أن ينجو المرء من الكذب ، في بعض الأحاديث يحسنها بعض علمائنا المتأخرين ،" إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب"، لكن لا يعرف أن يعرض إلا واحد ولد خلاصة يكون حاضر البديهة بصفة مستمرة ، إذا كان من النوع الذي يضرب اللخمة سيكذب للصبح وسيحلف علي المعاريض ، لماذا ؟ لأن المعاريض تحتاج كما ذكرنا إلي بديهة عالية .كما يحكي أن بعض العلماء وقت فتنة خلق القرآن وينسبونها إلي الشافعي وأنا أستبعدها جدًا أن تنسب إلي الشافعي عندما دخل علي المأمون ، أنتم تعلمون فتنة خلق القرآن بدأت في أواخر عهد المأمون واستفحلت في عهد المعتصم والواثق ، وكشف الله المحنة في عهد المتوكل ، أرسلوا إلي هذا العالم لكي يمتحنوه في إن القرآن مخلوق أم لا ؟ فجاء العالم فدخل فسكت ، فقال له المأمون: ما تقول فيه أمخلوق ؟ طبعًا ما تقول فيه الدنيا كلها تعلم عن ماذا يتكلم المأمون ، ما تقول فيه أمخلوق ؟ قال: إياي تعني ؟ قال: نعم ، قال مخلوق ، وخرج منها لأنه أحني أذنه وانحني في الأرض ، إياي تعني أي تكلمني أنا الرجل فهمها هكذا أنت تكلمني أنا قال أنا مخلوق .ومثل الشيعة وأهل السنة يتشاجروا مع بعض من أفضل علي أم أبوبكر ؟ فذهبوا إلي بن الجوزي وقالوا له: من أفضل أبوبكر أم علي ؟ قال: من كانت بنته تحته وسكت فالشيعة قالوا: من كانت ابنته تحته أي بنت النبي تحته يكون علي ، والسنة قالوا: من كانت ابنته تحته أي عائشة تحت النبي أبوبكر ، قال: من كانت ابنته تحته خرج الشيعة يقول هو يقصدنا ، وخرج السنة يقولوا هو يقصدنا ، فالتعريض والكلام هذا يحتاج إلي سرعة بديهة .
ردحذف